اقترب موسم الصيف
السينمائي الذي اخترعه النجم الكوميديان محمد هنيدي منذ نجاح فيلمه الأول
كبطل مطلق "صعيدي في الجامعة الأمريكية" وبعده أصبح هذا الموسم هو الرئيسي
للسينما بعد أن ظل لسنوات طويلة موسما لمسرحيات القطاع الخاص والألبومات
الغنائية.
والموسم الصيفي هذا العام قصير جدا.. حيث يتسابق كل النجوم والمنتجين على
شبابيك التذاكر، سعيا لاستعادة ما صرفوه من ملايين، تعدت هذا الموسم
المائتي مليون جنيه، وبلغ عدد الأفلام الجاهزة للعرض 17 فيلما، والمشكلة
التي تواجه المنتجين هذا الموسم هي نقص مدته حيث تصل إلى 12 أسبوعا أي 90
يوما فقط وذلك لحلول شهر رمضان في عز الصيف.
فكيف يواجه المنتجون هذه المشكلة؟
يقول عادل أديب مخرج فيلم «ليلة البيبى دول» و«حسن ومرقص» وقد بلغت
ميزانية إنتاجهما 70 مليون جنيه: إن اقتراب شهر رمضان من موسم الصيف يحدث
«ربكة» لشركات الإنتاج والتوزيع، ولأن شهر رمضان يتقدم 11 يوما كل عام
فسوف نلاحظ أنه بعد فترة بسيطة سوف يصبح الموسم الرئيسي للعروض السينمائية
هو الموسم الشتوي، ولا يوجد احد قادر على الجزم بأنه لن يشهد خسارة كبيرة
للمنتجين، وسوف نعرض فيلم «ليلة البيبى دول» الشهر القادم بعدد كبير من
النسخ ومع ذلك لا أتوقع أن يحقق تكلفته في الموسم الصيفي (40 مليون جنيه)،
لذلك فتحنا أسواقا خارجية في أوروبا وآسيا لتعويض ما تم صرفه عليه، أما
فيلم «حسن ومرقص» فسوف يعرض بعد الأول بشهر كامل حتى يعطى الفرصة له خاصة
أننا نعتمد على توزيعه الداخلي بالأساس عكس فيلم «ليلة البيبى دول»، وعلى
كل حال لا يوجد فيلم لم يدر ربحا لمنتجه، فدورة رأس المال للأفلام مستمرة
والدليل فيلم «حليم» الذي لم يحقق نجاحا تجاريا في بداية عرضة لكنه غطى
تكلفته وأكثر من خلال البيع للفضائيات.
أما إسعاد يونس رئيسة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي فترى أنه
يمكن تلافى المشكلة إذا قررت غرفة صناعة السينما تقديم موسم الصيف بالقيمة
التي سوف يؤثر بها شهر رمضان ، بالإضافة إلى استمرار عرض الأفلام في ليل
شهر رمضان وسوف نعرض 9 أفلام من إنتاجنا أو توزيعنا.
ويقول هشام عبد الخالق صاحب شركة «الماسة» وأحد شركاء التحالف الثلاثي
«النصر- الماسة-اوسكار»: إنه في العام الماضي حاولنا فتح دور العرض في
رمضان لكن الأفلام لم تحقق نفس الإيرادات التي كانت تحققها في غير رمضان
وسوف يكون الأمر أكثر صعوبة هذا العام لوجود أفلام قوية من الناحية
التجارية لذلك أجلنا عرض فيلم «الديلر» لأحمد السقا لموسم العيد واكتفينا
بعرض 7 أفلام من إنتاجنا أو إنتاج الغير.. وعموما فإن خروج أفلام السقا
وكريم عبد العزيز ومحمد هنيدي سوف يخفف من سخونة المجزرة السنوية.
ويتوقع المنتج هاني جرجس فوزي أن تتعرض أفلام كثيرة إلى خسائر بسبب تكثيف
عدد الأفلام في مدة زمنية أقل، وسوف تتدخل مافيا التوزيع بذبح أفلام صغيرة
لصالح الكبيرة، ويرى أن المشاهدين لن يقبلوا على الأفلام في رمضان بسبب
مسلسلات التليفزيون وخيام رمضان.
أما المخرج محمد خان فله رأى آخر حيث يدين الموزعين والمنتجين لأنهم
اختصروا السينما في موسم واحد هو الصيف وهى بدعة لم تكن موجودة من قبل
والآن ليس أمامهم إلا أن يحاولوا عرض أفلامهم قبل رمضان ومع رمضان وبعد
رمضان يعنى في عيد الفطر.
أما المنتج كامل أبو على (شركة الباتروس) منتج فيلم «فاصل شحن» لأحمد
حلمي، و«الخديعة» و«الريس عمر - حرب سابقا» لسمية الخشاب وهاني سلامة، فهو
متفائل ويرى أن الفيلم الجيد يصنع موسمه وهو ما حدث مع فيلمي «هي فوضى»
و«حين ميسرة» وقد حققا إيرادات جيدة لأن موضوعيهما يناقشان قضية مرتبطة
بالناس.
وينصح المنتج ممدوح الليثى رئيس جهاز السينما المنتجين بعدم عرض كل
أفلامهم في هذا الموسم وإلا فسوف يتعرضون لخسائر كبيرة خاصة أن تكاليف
الأفلام هذا الموسم أعلى بكثير من سابقه، والحل كما يرى الليثى أن تعود
السينما لتكون بداية موسم العرض من شهر أكتوبر وديسمبر على مدار عام
ويقول: لقد بدأت بنفسي و أجلت عرض فيلم «قبلات مسروقة» الذي أنتجه جهاز
السينما إلى ما بعد رمضان.