الحكم العراقي
نبوخذ نصر
شن نبوخذ نصر الكلداني هجوماً على فلسطين عام 597 ق.م واستولى على القدس عاصمة يهوذا وأخذ ملكها وعائلته ومعظم قادتها أسرى إلى العراق، وأقام في القدس ملكاً جديداً. وفي عام 586 ق.م حاول بقايا اليهود التمرد على سلطان بابل في فلسطين فعاد نبوخذ نصر وغزاها من جديد، وفي هذه المرة دمر القدس وعادت فلسطين كنعانية عربية تابعة للعراق تستقبل هجرات العرب من سوريا والجزيرة العربية.
وبسبب غزوات الآشوريين والكلدانيين اختفت دولة اليهود في فلسطين بعد أن عاشت أربعة قرون (1000 - 586 ق.م) كانت حافلة بالخلافات والحروب والاضطرابات.
وتعتبر تلك الفترة من أهم فترات التاريخ الفلسطيني، حيث يستند إليها اليهود في ادعائهم بأحقيتهم في العودة إلى فلسطين التي سموها أرض الميعاد.
فلسطين تحت الاحتلال الفارسي
غزا الملك "حورس الثاني" قائد الفرس فلسطين عام 539 ق.م واحتلوها بعد أن احتلوا بابل، وظلت فلسطين تابعة للدولة الفارسية طوال قرنين من الزمان
وفي عهدهم سمح هذا الملك لليهود الذين كانوا في بابل بالرجوع إلى القدس وقد كان محرماً عليهم من قبل أن يذهبوا إليها أثناء حكم البابليين ، وقد كان اليهود بعد مضي عشرات السنين في بابل قد تكاثروا وازدادوا أضعاف عددهم، فلم يعد منهم إلى فلسطين إلا العدد القليل أما الغالبية العظمى فلم تهاجر لأن بابل وقتها كانت عاصمة الثروة والرفاهية الاقتصادية وقد آثر اليهود البقاء فيها لرعاية مصالحهم وثرواتهم
وهنا تجدر بنا ملاحظة هذه الظاهرة المثيرة في شأن اليهود ، فهم يدعون أنهم شعب الله المختار وأن أرض الله المباركة "فلسطين" أرضهم، ولكن عندما تتاح لهم الفرصة للعودة إليها فهم لا يعودون، وفي وقتنا الحالي ورغم كل الذي يصنعه الكيان الصهيوني من تهيئة السبل وإقامة المستوطنات ومغريات وتسهيلات لليهود للهجرة إلى أرض فلسطين إلا أن معظم اليهود لا يعيشون في فلسطين
فلسطين تحت الاحتلال اليوناني
يعتبر انتصارالإسكندر المقدوني – والذي يعتبره بعض المفسرين المقصود بـ "ذا القرنين" الوارد في القرآن- على الفرس من أهم أحداث القرن الرابع قبل الميلاد، حيث استولى على سوريا وغزة والقدس وضمها إلى الإمبراطورية اليونانية عام 332 ق.م، وبعد وفاته انقسمت إمبراطوريته بين قادته فكانت فلسطين تحت سيطرة القائد أنتيخوس الذي هزمه البطالمة في غزة عام 321 ق.م، وأصبحت منذ ذلك الحين خاضعة لحكم أنتيخوس الثالث في سوريا عام 198 ق.م
وظلت فلسطين منذ تلك الفترة تعيش حالة من الحروب القلاقل في ظل العديد من الدول مثل المكابيين والعرب الأنباط عام 90 ق.م، وظلت تابعة لعاصمتهم "البتراء" حتى احتلها الرومان
فلسطين تحت الاحتلال الروماني
احتل الرومان فلسطين وجعلوها ولاية رومانية تابعة لروما أولاً ثم بيزنطة إلى منتصف القرن السابع الميلادي حينما فتحها المسلمون العرب فأصبحت جزءًا من الدولة العربية. وخلال فترة الحكم الروماني شهدت فلسطين ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، إلا أن اليهود وشوا به للحاكم الروماني عام 37م واتهموه بالكفر وما تلا ذلك من رفع الله تعالى لعيسى بن مريم إلى السماء وصلب شبيهه على يد الجنود الرومان ومحاكمته ومن ثم قتله
تمرد يهودي
حاول اليهود استغلال الحرية الدينية التي منحت لهم في القدس منذ عودتهم من الأسر البابلي في السعي لإقامة دولة خاصة بهم، إلا أن الحاكم الروماني بمساعدة سكان البلاد العرب شن هجوماً عليهم عام 71 واحتل القدس وقتل عدداً كبيراً من اليهود قبل فرارهم إلى سوريا ومصر والبلدان الأخرى
حكم هادفيان وقمع اليهود
كانت آخر محاولة لإقامة دولة يهودية في فلسطين عام 135 عندما تزعم أحد الحاخامات اليهود عصياناً، فهاجمهم الحاكم الروماني هادفيان واحتل المنطقة اليهودية في القدس ودمرها، وبنى في ذلك المكان مدينة جديدة حرم على اليهود دخولها
بعد تلك الواقعة لم يحاول اليهود إثارة أي قلاقل في فلسطين حتى مجيء القرن العشرين الذي شهد في منتصفه قيام دولة إسرائيل ، بعد ما يزيد عن ألفي عام منذ زوال دولتهم عام 586 ق.م على يد نبوخذ نصر
الفرس يطردون الروم من القدس
في عام 614م غزا الفرس فلسطين واستطاعوا أن يسيطروا عليها ويطردوا منها النصارى الروم، وانتبهوا القدس ونهبوا كنوزها وقد شارك اليهود في المعركة إلى جانب الفرس انتقاماً منهم بسبب ما فعله النصارى بهم وجرت مذبحة عظيمة جداً حيث قتل خلق كثير من الرومان
وقد ذكر القرآن حادثة هزيمة الروم ونزلت بدايات سورة الروم تتحدث عن ذلك، وقد وعد القرآن بأن الروم سينتصرون مرة أخرى على الفرس في بضع سنين (3-9 سنوات) وقد كان هذا خبراً غريباً جداً لأن هزيمة الروم كانت كبيرة والفرس دولة عظمى
الروم يستعيدون القدس
وقد حصل هذا بالفعل بعد سبع سنين من انكسار الروم قام هرقل ملك الروم بإعداد جيش كبير وهاجم الفرس في فلسطين واستطاع أن يهزمهم
ومن غرابة الأمر أن اليهود شاركوا مرة أخرى مع النصارى في معركتهم ، لأن الفرس أثقلوا كاهل اليهود ولم يمنحوهم شيئاً مما طمع فيه اليهود من السيادة والملك في أرض القدس وفلسطين، فكان أن قاتل اليهود بجانب النصارى ضد الفرس وقد تلقى اليهود وعودا من النصارى بتمكينهم من القدس وفلسطين فيما لو قاتلوا بجانبهم ، إلا أن رجال الدين النصارى – بعد أن تمكنوا من الفرس وهزموهم – أعادوا إلى ذاكرة الرومان المجزرة التي قام بها اليهود مع الفرس في قتل النصارى وعادوا يتذكرون هدم الكنائس ونهب الممتلكات ، فرفضوا العفو عنهم وأصروا على هرقل أن يقتلهم. وقد فعل هرقل ذلك وقتل منهم خلق كثير وتشرد الباقين خارج فلسطين ولم يبق لهم ذكر في الأرض المقدسة
ومن هنا ندرك طبع اليهود الخائن والمخادع، فهم يبحثون عن المصلحة والمال أينما كانت ويدورون معها حيث دارت