لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
سنتحدث اليوم عن مدينة من مدن الساحل الفلسطيني.... مدينة برغم التهويد
الكامل للمدينة ستبقى فلسطينية التراب و الاسم و اسلامية الهوية...
المدينة التي سنتحدث عنها هي مدينة
يافا العربية
شكر خاص للاخت فلتة
التي قامت باعداد الموضوع.... و نبدأ بسم الله بخارطة فلسطين و موقع يافا على الخارطة
يافا الموقع والتسمية
تحتل مدينة يافا موقعا طبيعياًمتميزا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند التقاء دائرة عرض 32.3ْ شمالاوخط طول 34.17 شرقا، وذلك الى الجنوب من مصب نهر العوجا بحوالي 7 كيلو مترات وعلىبعد 60 كيلو متر شمال غرب القدس، وقد اسهمت العوامل الطبيعية في جعل هذا الموقعمنيعا يشرف على طرق المواصلات والتجارة، وهي بذلك تعتبر احدى البوابات الغربيةالفلسطينية، حيث يتم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وافريقيا،وكان لافتتاح مينائها عام 1936 دور كبير في ازدهارها فيما بعد.
واحتفظت مدينة يافا بهذه التسمية " يافا أو "يافة" منذ نشأتها مع بعض التحريف البسيط دون المساس بمدلول التسمية. والاسم الحالي "يافا" مشتق من الاسم الكنعاني للمدينة " يافا التي تعني الجميل أو المنظر الجميل، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن جميع تسميات المدينة التي وردت في المصادر القديمة تعبر عن معنى "الجمال."
وأقدم تسجيل لاسم يافا وصلنا حتى الآن، جاء باللغة الهيروغليفية، من عهد "تحتمس الثالث" حيث ورد اسمها "يوبا " أو " يبو" حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، ضمن البلادالآسيوية التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية المصرية، وتكرر الاسم بعد ذلك في برديةمصرية أيضاً ذات صفة جغرافية تعرف ببردية " أنستازي الأول" تؤرخ بالقرن الثالث عشرقبل الميلاد، وقد أشارت تلك البردية إلى جمال مدينة يافا الفتان بوصف شاعري جميل يلفت الأنظار.
ثم جاء اسم يافا ضمن المدن التي استولى عليها "سنحاريب" ملك آشور في حملته عام 701 قبل الميلاد على النحو التالي : "يا – اب – بو" و ورد اسمها في نقش ( لاشمونازار) أمير صيدا، يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، على النحوالتالي: "جوهو"، حيث أشار فيه إلى أن ملك الفرس قد منحه " يافا " ومدينة "دور" مكافأة له على أعماله الجليلة .
أما في العهد الهيلنستي، فقد ورد الاسم " يوبا وذكر بعض الأساطير اليونانية القديمة أن هذه التسمية " يوبا" مشتقة من "يوبي" بنت إله الريح عند الرومان .
كما جاء اسم يافا في بردية " زينون"، التيتنسب إلى موظف الخزانة العصرية الذي ذكر أنه زارها في الفترة ما بين (259-258 ق .م) أثناء حكم بطليموس الثاني. وورد اسمها أكثر من مرة في التوراة تحت اسم "يافو".
وعندما استولى عليها جودفري أثناء الحملة الصليبية الأولى، قام بتحصينهاوعمل على صبغها بالصبغة الإفرنجية، وأطلق عليها اسم "جاهي" ، وسلم أمرها إلى "طنكرد-تنكرد" أحد رجاله .
ووردت يافا في بعض كتب التاريخ والجغرافيةالعربية في العصور العربية الإسلامية تحت اسم "يافا" أو "يافة" أي الاسم الحالي.
وتعرف المدينة الحديثة باسم " يافا" ويطلق أهل يافا على المدينة القديمة اسم "البلدة القديمة" أو"القلعة". وبقيت المدينة حتى عام النكبة 1948 م، تحتفظ باسمها ومدلولها" يافا عروس فلسطين الجميلة " حيث تكثر بها وحولها الحدائق،وتحيطبها أشجار البرتقال " اليافاوي" و "الشموطي" ذي الشهرة العالمية والذي كان يصدر إلى الخارج منذ القرن التاسع للميلاد . يافا عبر التاريخ :
1. يافا فيالعصور البرونزية: لم تمدنا الاكتشافات الأثرية التي أجريت في مدينة يافا حتىالآن ، بالأدلة المباشرة الكافية للتعرف على جميع المجالات الحضارية للمدينة فيالعهد الكنعاني ، إلا أنه من الممكن التعرف على بعض الجوانب الحضارية للمدينة منخلال الآثار والمخطوطات التي عثر عليها سواء في المدينة ، أم في المدن الفلسطينيةالأخرى ، أم في الأقطار العربية المجاورة ذات العلاقات المباشرة وغير المباشرة معمدينة " يافا " وبخاصة في مصر ، وسورية ، ولبنان، والأردن . وتبين منالأدلة الأثرية المختلفة التي عثر عليها في مواقع متعددة من المدينة وضواحيها، وجودمخلفات تعود إلى عصور البرونز ، وتمتد إلى الفتح العربي الإسلامي ، على الرغم منتعرض المدينة للعديد من النكبات في مسيرتها الحضارية التي ابتدأتها منذ خمسة آلافسنة تقريباً . وتشير تلك المصادر إلى أن يافا من أقدم المدن التي أقامها الكنعانيونفي فلسطين ، وكان لها أهمية بارزة كميناء هام على البحر المتوسط ، وملتقى الطرقالقديمة عبر السهل الساحلي . 2. يافا في العصر الحديدي (1000-332 ق.م): تتميز هذه الفترة في فلسطين باتساع العلاقات الدولية والتداخلات السياسية التيحتمت على سكان فلسطين " الكنعانيين " أن يكافحوا بكل قوة للحفاظ على كيانهم السياسيوالاجتماعي، ضد القوى الكبرى المجاورة المتمثلة بالمصريين ،والآشوريين،ثم الغزواتالخارجية المتمثلة بالغزو الفلسطيني" الإيجي " ، القادم من جزر بحر إيجة ، الذيحاول أن يمد سيطرته على المزيد من المناطق الفلسطينية بعد استيلائه على القسمالجنوبي من الساحل، ما بين يافا إلى غزة ، ثم الغزو اليهودي القادم عبر نهر الأردن، ومحاولاته المستمرة في تثبيت أقدامه على أرض فلسطين ، وقد ترتب على ذلك كله اتساعمجالات الصراع على الساحة الفلسطينية بين الكنعانيين من جهة ، وبين كل منالفلسطينيين واليهود من جهة أخرى ، ثم الصراع بين الغزاة الفلسطينيين " الإيجيين " واليهود وسط تعاظم النفوذ الخارجي للدول الكبرى المجاورة . وفي خضم هذاالصراع كان الساحل الفلسطيني من شمال يافا إلى عكا تابعاً للنفوذ الفينيقي أمامنطقة الساحل من يافا إلى حدود مصر ، فقد كان لها وضع خاص التفت حوله مصلح جميعالأطراف المتصارعة ، فالأدلة تشير إلى أن هذه المنطقة كانت تتمتع بنوع من الاستقلالالذاتي من خلال التعايش بين الكنعانيين والعناصر الفلسطينية " الإيجية " التياستقرت في المنطقة ، مع الاعتراف بالنفوذ المصري الذي كان يركز على الاحتفاظ بحريةالملاحة التجارية والبحرية في موانئ يافا ، وعسقلان ، وغزة ، فاحتفظ المصريون بمركزإداري رئيس لهم في غزة ، وبمركز آخر أقل أهمية في يافا، كما كانت لهم حاميات فييافا وفي أماكن أخرى في فلسطين . 3. يافا في الحضارة الهيلنستية (332 ق.م- 324 م) انتهى الحكم الفارسي لفلسطين عام 332 ق.م ، بعد أن هزم اليونانيونالإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني (356 -323 ق.م) فدخلت فلسطين في العصر الهيلنستي، الذي امتد حتى عام 324 م ، عندما انتقلت مقاليد الأمور بفلسطين إلى البيزنطيين . (يقصد بالعصر الهيلنستي المفهوم الحضاري للعصر الذي يتمثل في العهد اليونانيابتداء من (332ق.م - 63 ق.م) ، أما الحضارة الهيلنستية فتشمل عهدي اليونانوالرومان حتى العهد البيزنطي أي من 332ق.م حتى 324 م). وتشير الأدلة إلى أن مدينةيافا قد حظيت باهتمام خاص في العصر الهيلنستي حيث اهتم بها اليونانيون كمدينة ومرفأهام على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ، تمثل قاعدة هامة بين بلادهم وفلسطين ، فيفترات تميزت بالاتصال الدولي والنشاط التجاري بين بلاد الشام والأقطار العربيةالمجاورة ، وبلاد اليونان ، وجزر البحر المتوسط.